هل نتعلم دروسا من الازمات التي تقع في بلادنا؟ أم ننسي بعد حين؟ وهل لدينا من يديرون الازمات أم من تديرهم الأزمات؟ هل تشيع بين المسئولين في شركاتنا وأجهزتنا الحكومية ثقافة إدارة الازمة؟ و هل لدي وزراتنا وهيئاتنا وشركاتنا فرق مؤهلة لإدارة الازمات؟ إنها تساؤلات مهمة يتعين أن نهتم بها.
تبدأ مراحل ادارة الازمة بالتخطيط. ويشمل في مرحلته الأولي الرصد المبكر لمصادر الخطر المحتملة. وهنا يتعين استشعار إشارات الخطر مهما تكن باهتة. أما في المرحلة الثانية فيجري تحليل نقاط القوة والضعف في نظام المنظمة( وزارة/هيئة/شركة).. وتحديد مدي جاهزية فريق الازمات وتجهيزات معالجة الازمة مثل حنفيات إطفاء الحريق وحساسات دخان الحريق ومدي وفاء المبني أوالمباني باشتراطات الأمن والسلامة.
أما المرحلة الثالثة ففيها يجري تخيل الأحداث المتوقعة وتصميم سيناريوهات معالجة كل منها( كل هذا تخطيط للأزمة) وفي المرحلة الرابعة وعند وقوع الازمة, يتعين المواجهة الفورية وتحجيم الآثار. وهذا يتوقف علي طبيعة الازمة فهناك مفاجأة تصاعدية مثل حريق, وأخري كاملة أو مباغتة مثل تفجير مبني أو طائرة. وهنا تصمم جهود المعالجة من واقع السيناريوهات السابق تصميمها. وفي المرحلة الخامسة ـ وحتي يمكن استعادة التوازن ـ يتعين تطبيق السيناريو المناسب بفاعلية في أقل وقت ممكن. أما المرحلة السادسة فهي مرحلة التعلم من درس الازمة بتوثيق التجربة بحيث يمكن منع تكرارها أو حسن معالجتها لتحجيم آثارها. ولعلك تلاحظ أن الوقت المستغرق في التخطيط للأزمة يفوق وقت معالجتها.
إن الهدف الرئيسي من نشر ثقافة الازمة هو منع وقوع الازمة. وهذا يتطلب عدة اعتبارات مثل مشاركة خبير ادارة الازمات مع مصممي المباني الكبيرة مثل المجمعات( المولات) التجارية والمستشفيات والملاعب الرياضة الكبيرة والمسارح ودور العرض السينمائي ومباني الوزارات في تصميم هذه المباني, بما يضمن تعدد المخارج ومخارج الطوارئ واتساعها بما يتناسب والأعداد المتوقع وجودها في فترات الذروة, ورصد مصادر الخطر وتهيئة متطلبات منع وقوعها أو تحجيمها. كما يمكن منع وقوع الازمة بتطبيق حازم للصيانة الوقائية والعلاجية للمباني وتجهيزاتها وكذا لوسائل النقل العام مثل الأوتوبيسات وقطارات المترو والسكك الحديدية. إن غياب الصيانة هو باب واسع للأزمات. ومن الضروري التأكيد المستمر علي توافر تجهيزات الإنذار والإطفاء من حيث الكفاية والكفاءة. كذلك من اللازم تجهيز العاملين بكل مؤسسة بالوعي والتدريب الجاد بما يجعلهم فاعلين في تجنب وقوع الازمة. وكفاءة معالجتها عندما تقع. أضف لذلك تشكيل مركز لإدارة الازمة ـ تخطيطا ومعالجة ـ يضم فريقا يحسن اختيار وتأهيل أعضائه. لكن كيف يكون الوضع التنظيمي لمركز ادارة الأزمات ؟ يري بعض المهتمين بإدارة الازمات أن يكون ممثلا في فريق من الموظفين المتفرغين تخصص لهم إدارة ضمن الهيكل التنظيمي للوزارة أو الهيئة أو الشركة. بينما أري أن يتمثل في موظفين مدربين يحسن اختيارهم وفق معايير موضوعية من بين ادارات المنظمة. يعملون بوظائفهم لكن يفرغون ليجتمعوا دوريا ـ يوم أو يومان شهريا مثلا ـ لتحديد وتحديث مصادر الخطر ورسم سيناريوهات المعالجة وخطط الإخلاء عند الخطر, والتأكيد الدوري علي كفاية وجاهزية وسائل الإنذار والإطفاء. إنهم يختلفون عن موظفي ادارة الشئون الإدارة التي تختص في الغالب بشئون المبني وتوفير احتياجاته, لكنهم يعملون بالتنسيق مع ما قد يتواجد من إدارة للأمن والسلامة. إن فكر وأسلوب إدارة الازمة يختلف تماما عن إدارة الشئون الإدارية أو الأمن والسلامة. لكن حتي إن توافر كل ماتقدم تبقي نقطة مهمة, هل المسئول الأول مسلح بثقافة إدارة الازمات, مقتنع بفكر إدارة الازمة وببناء نظام لهذا الغرض؟ وهل يحرص علي نشر ثقافة الازمة والتحسب لها بدلا من ثقافة رد الفعل؟ وهل يحرص علي تكوين فريق مدرب مؤهل لإدارة الازمات؟ هل لديه خطط لإدارة أزمات متوقعة؟ وهل يتأكد من تحديث هذه الخطط كلما جد جديد؟ هذه اعتبارات مهمة وحيوية وبدونها لايمكن النجاح في إدارة الازمة علي مستوي الوزارة أو الهيئة أو الشركة. وعلي المستوي القومي, يتعين أيضا أن تسود ثقافة التخطيط للأزمة بدلا من ثقافة رد الفعل. من المهم أن يكون لدينا مركز قومي لإدارة الازمات علي مستوي مجلس الوزراء يرأسه خبير في إدارة الازمات ويعمل معه فريق عالي التأهيل في هذا الصدد, وتتبعه مراكز بالمحافظات مرتبطة بغرف ادارة الأزمات في المؤسسات التابعة. وعلي مستوي الوزارة أو الهيئة أو الشركة يجب أن يكون التدريب جادا مستمرا لأعضاء فرق إدارة الازمات. وألا يقتصر الأمر علي تدريب نظري بل يشمل محاكاة واقعية لأزمات في مواقع العمل.
وأخيرا فإن نشر ثقافة إدارة الأزمة يجب أن يتضافر عليه عدة أطراف. فهناك دور للأسرة مع النشء وهناك دور مناهج التعليم التي يتعين أن تغرس هذه الثقافة بما تتناسب مع المرحلة العمرية. وهناك البرامج الإعلامية التعليمية والوثائقية, وهناك أيضا دور للمساجد والكنائس. ثم هناك دور القيادات الإدارية في مواقع العمل بدءا من المسئول الأول. فإذا قام كل طرف بدوره أمكن بإذن الله أن نمنع وقوع أزمات وكوارث أو نحجم من آثارها.
تبدأ مراحل ادارة الازمة بالتخطيط. ويشمل في مرحلته الأولي الرصد المبكر لمصادر الخطر المحتملة. وهنا يتعين استشعار إشارات الخطر مهما تكن باهتة. أما في المرحلة الثانية فيجري تحليل نقاط القوة والضعف في نظام المنظمة( وزارة/هيئة/شركة).. وتحديد مدي جاهزية فريق الازمات وتجهيزات معالجة الازمة مثل حنفيات إطفاء الحريق وحساسات دخان الحريق ومدي وفاء المبني أوالمباني باشتراطات الأمن والسلامة.
أما المرحلة الثالثة ففيها يجري تخيل الأحداث المتوقعة وتصميم سيناريوهات معالجة كل منها( كل هذا تخطيط للأزمة) وفي المرحلة الرابعة وعند وقوع الازمة, يتعين المواجهة الفورية وتحجيم الآثار. وهذا يتوقف علي طبيعة الازمة فهناك مفاجأة تصاعدية مثل حريق, وأخري كاملة أو مباغتة مثل تفجير مبني أو طائرة. وهنا تصمم جهود المعالجة من واقع السيناريوهات السابق تصميمها. وفي المرحلة الخامسة ـ وحتي يمكن استعادة التوازن ـ يتعين تطبيق السيناريو المناسب بفاعلية في أقل وقت ممكن. أما المرحلة السادسة فهي مرحلة التعلم من درس الازمة بتوثيق التجربة بحيث يمكن منع تكرارها أو حسن معالجتها لتحجيم آثارها. ولعلك تلاحظ أن الوقت المستغرق في التخطيط للأزمة يفوق وقت معالجتها.
إن الهدف الرئيسي من نشر ثقافة الازمة هو منع وقوع الازمة. وهذا يتطلب عدة اعتبارات مثل مشاركة خبير ادارة الازمات مع مصممي المباني الكبيرة مثل المجمعات( المولات) التجارية والمستشفيات والملاعب الرياضة الكبيرة والمسارح ودور العرض السينمائي ومباني الوزارات في تصميم هذه المباني, بما يضمن تعدد المخارج ومخارج الطوارئ واتساعها بما يتناسب والأعداد المتوقع وجودها في فترات الذروة, ورصد مصادر الخطر وتهيئة متطلبات منع وقوعها أو تحجيمها. كما يمكن منع وقوع الازمة بتطبيق حازم للصيانة الوقائية والعلاجية للمباني وتجهيزاتها وكذا لوسائل النقل العام مثل الأوتوبيسات وقطارات المترو والسكك الحديدية. إن غياب الصيانة هو باب واسع للأزمات. ومن الضروري التأكيد المستمر علي توافر تجهيزات الإنذار والإطفاء من حيث الكفاية والكفاءة. كذلك من اللازم تجهيز العاملين بكل مؤسسة بالوعي والتدريب الجاد بما يجعلهم فاعلين في تجنب وقوع الازمة. وكفاءة معالجتها عندما تقع. أضف لذلك تشكيل مركز لإدارة الازمة ـ تخطيطا ومعالجة ـ يضم فريقا يحسن اختيار وتأهيل أعضائه. لكن كيف يكون الوضع التنظيمي لمركز ادارة الأزمات ؟ يري بعض المهتمين بإدارة الازمات أن يكون ممثلا في فريق من الموظفين المتفرغين تخصص لهم إدارة ضمن الهيكل التنظيمي للوزارة أو الهيئة أو الشركة. بينما أري أن يتمثل في موظفين مدربين يحسن اختيارهم وفق معايير موضوعية من بين ادارات المنظمة. يعملون بوظائفهم لكن يفرغون ليجتمعوا دوريا ـ يوم أو يومان شهريا مثلا ـ لتحديد وتحديث مصادر الخطر ورسم سيناريوهات المعالجة وخطط الإخلاء عند الخطر, والتأكيد الدوري علي كفاية وجاهزية وسائل الإنذار والإطفاء. إنهم يختلفون عن موظفي ادارة الشئون الإدارة التي تختص في الغالب بشئون المبني وتوفير احتياجاته, لكنهم يعملون بالتنسيق مع ما قد يتواجد من إدارة للأمن والسلامة. إن فكر وأسلوب إدارة الازمة يختلف تماما عن إدارة الشئون الإدارية أو الأمن والسلامة. لكن حتي إن توافر كل ماتقدم تبقي نقطة مهمة, هل المسئول الأول مسلح بثقافة إدارة الازمات, مقتنع بفكر إدارة الازمة وببناء نظام لهذا الغرض؟ وهل يحرص علي نشر ثقافة الازمة والتحسب لها بدلا من ثقافة رد الفعل؟ وهل يحرص علي تكوين فريق مدرب مؤهل لإدارة الازمات؟ هل لديه خطط لإدارة أزمات متوقعة؟ وهل يتأكد من تحديث هذه الخطط كلما جد جديد؟ هذه اعتبارات مهمة وحيوية وبدونها لايمكن النجاح في إدارة الازمة علي مستوي الوزارة أو الهيئة أو الشركة. وعلي المستوي القومي, يتعين أيضا أن تسود ثقافة التخطيط للأزمة بدلا من ثقافة رد الفعل. من المهم أن يكون لدينا مركز قومي لإدارة الازمات علي مستوي مجلس الوزراء يرأسه خبير في إدارة الازمات ويعمل معه فريق عالي التأهيل في هذا الصدد, وتتبعه مراكز بالمحافظات مرتبطة بغرف ادارة الأزمات في المؤسسات التابعة. وعلي مستوي الوزارة أو الهيئة أو الشركة يجب أن يكون التدريب جادا مستمرا لأعضاء فرق إدارة الازمات. وألا يقتصر الأمر علي تدريب نظري بل يشمل محاكاة واقعية لأزمات في مواقع العمل.
وأخيرا فإن نشر ثقافة إدارة الأزمة يجب أن يتضافر عليه عدة أطراف. فهناك دور للأسرة مع النشء وهناك دور مناهج التعليم التي يتعين أن تغرس هذه الثقافة بما تتناسب مع المرحلة العمرية. وهناك البرامج الإعلامية التعليمية والوثائقية, وهناك أيضا دور للمساجد والكنائس. ثم هناك دور القيادات الإدارية في مواقع العمل بدءا من المسئول الأول. فإذا قام كل طرف بدوره أمكن بإذن الله أن نمنع وقوع أزمات وكوارث أو نحجم من آثارها.